{وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ (80) وَآَتَيْنَاهُمْ آَيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (81) وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آَمِنِينَ (82) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ (83) فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (84)}هذه هي القصة الرابعة، وهي قصة صالح.قال المفسرون: الحجر اسم وادٍ كان يسكنه ثمود وقوله: {المرسلين} المراد منه صالح وحده، ولعل القوم كانوا براهمة منكرين لكل الرسل وقوله: {وءاتيناهم ءاياتنا} يريد الناقة، وكان في الناقة آيات كثيرة كخروجها من الصخرة وعظم خلقها وظهور نتاجها عند خروجها، وكثرة لبنها وأضاف الإيتاء إليهم وإن كانت الناقة آية لصالح لأنها آيات رسولهم، وقوله: {فَكَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ} يدل على أن النظر والاستدلال واجب وأن التقليد مذموم وقوله: {وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ مِنَ الجبال} قد ذكرنا كيفية ذلك النحت في سورة الأعراف وقوله: {ءَامِنِينَ} يريد من عذاب الله، وقال الفراء: {ءَامِنِينَ} أن يقع سقفهم عليهم وقوله: {فَمَآ أغنى عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} أي ما دفع عنهم الضر والبلاء ما كانوا يعملون من نحت تلك الجبال ومن جمع تلك الأموال، والله أعلم.